السبت، 28 يناير 2012

أنا والدور المجتمعي


د. سعيد حارب
drhareb@gmail.com

- في ثقافتنا العربية والإسلامية نتجنب الحديث عن الأنا ونعتبر أن فيه شيء من الأنانية ولكن في جوانب الخير "أجعلني على خزائن الأرض"، ولهذا نحتاج لتأصيل ما نقول بدليل شرعي "وتعاونوا على البر والتقوى" و"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير" وأحاديث رسولنا كذلك.

- إذا انتقلنا من التأصيل إلى الفكرة ماذا نريد من فكرة الدور المجتمعي؟
·         التعريف: التكافل الاجتماعي، وهناك شيء ايمه الدور الاجتماعي:
o        الكتافل: آحاد الناس في كفالة جماعتهم أي ترعاه وتربيه
o        الدور المجتمعي: أن تكون الجماعة في كفالة آحادهم، فتكون الجماعة مسؤولة عن الفرد وهو عمل غير ربحي
·         المسؤولية
o        الجسد مجموعة خلايا والمجتمع مجموعة أفراد، فكما اننا لا نقبل خلل في الخلية لا نقبل خللا في الفرد في المجتمع. وهنا تأتي مسؤولية الدور الاجتماعي"إن الله سائل كل مسؤول عما استرعاه حفظه أم ضيعه" "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس" "يا أيها الناس إنكم تقرؤون كتاب الله (لا يركم من ضل إذا اهتديتم ) وإني رأيت رسولنا يقول أن الناس إذا رأو الظالم ولم يأخذوا بيد أوشك أن يأخذهم الله بعذابه" فلا بد من مواجهة الظلم وعدم الرضا به
·         الدور:
o        ليس هناك دور للمرأة أو الرجل، فليس القضية قضية جندر وإنما القضية مسؤولية إنسان بغض النظر كان رجلا أو امرأة "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى". فالمرأة كالرجل في هذا الدور الاجتماعي
·         فردي واجتماعي
o        هنا نتحدث عن عدة دوائر:
§         الأنا
§         الأسرة
§         المجتمع، وهو ما سنتحدث عنه اليوم (دائرة اهتمامنا)
§         الانتماء
§         الإنسانية

ماهي خطتك؟
·         ما هي الخطة التي نريد القيام بها في هذا المجتمع؟
o        الأهداف: لا بد من تحديد الأهداف ماذا نريد من هذا المجتمع الأهداف العليا والبسيطة والصغيرة والوسطى، ولكن هنا علينا ألا نكون مثل شراء الجائع لأنه لم يحدد احتياجاته وما يريد. فلا بد من تكون الأهداف واقعية وقابلة للتنفيذ
o        الخطوات: الاستعداد مبكرا، مثلا وضع الناس مع العيد آخر يوم يشتري ما يريد وكأنه لا يعلم متى العيد، وهؤلاء جماعة الخمس دقائق الأخيرة وهذا خطأ لا بد من البدء من الدقيقة الأولى، ولا بد أن يكون لدينا استعداد في هذه الخطوات وأشياء مكتوبة وحبذا لو تكون مكتوبة على لوحة في مكان عمل. وضروري تحديد آليات هذه الخطوات "كثير منا يفكر في تغيير العالم ولكن لا يفكر في تغيير نفسه" ليوتسوي
o        الإنجازات: نحن فاشلون في مكافأة أنفسنا، فبقدر تفكيرك بمكافأة الآخرين كافئ نفسك. فالإنجازات هي نوع من المكآفأة للذات، ومن المحبذ أن يكون لديك دفتر تكتب فيه إنجازاتك يومياً بحيث يكون دافع لك للإنجاز، وبهذا سيكون لديك في آخر السنة مجموعة إنجازات
o        التقويم: ضمنه ننتقل لما بعده
o        تطوير التجربة وتسجيل هذا التطوير

أنا ... لماذا؟
لدينا أمثال سئية "إذا سلمت أنا وناقتي ماعلي من رفاقتي" وهذا خطأ:
·         الرسالة الأخلاقية: نحن نحمل رسالة أخلاقية لها لابد أن نقوم بهذا الدور
·         تحقيق الذات: من خلال دوري في المجتمع لا بد أن أحقق ذاتي (هرم ماسلو) وفي قمة هرمه تحقيق الذات، فحتى نحقق الذات لا بد أن نكون جزء من المجتمع ولهذا عزل الإنسان سجنه لمنعه من تحقيق ذاته في المجتمع
·         تطبيق القيم: كلنا لدينا قيم ولك كيف نستطيع تحقيقها إلا من خلال قيامنا بهذا الدور. مرة تكلم لي واحد عن تجربة شخص ما من مكان بعيد سافر إلى الهند أنه مر على قرية ما وتساءل مالذي ينقصها فتبين أن ما ينقصها إسعاف فأرسل لهم سيارتين، فمالذي جعله يفعل هذا؟
·         الشعور بالانتماء: كل واحد شعر به، ولا بد من تعزيزه لأن له تأثير غير مرئي على الإنتاج، فالعلاقة الاجتماعية تنعكس على الإنتاجية إذا شعر أنه مسؤول عن المجتمع. ويعرف هذا: النزعة التي تدفع الفرد للدخول في إطار اجتماعي والالتزام بمعاييره

المجتمع لماذا؟
·         المحافظة على بقائها "أهل القرى بظلم وأهلها مصلحون" وليس صالحون، فما نريد إنسان صالح مصلح مؤثر لأنه إن كان صالح ليس مصلح ليس منه فائدة. والمجتمع الذي يصلح بعضه بعضا هو الذي يستمر
·         المشاركة في المجتمع
·         القيام بالوظيفة التنموية: كل واحد له وظيفة تنموية سواء للدولة أو المؤسسة أو الفرد
·         التحصين الاجتماعي: حتى نحصن مجتمعنا لا بد من القيام بدور المسؤول لكن وفق معايير معية

المحاضن:
·         التعليم: تعليمنا لا يخرج مربين ولكن فقط متعلمين، فالمناهج تخرج موظفين وليس آباء.
·         التربية: كان المجتمع كان يربي ولكن يربي الأبناء على النصح والمساعدة "وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه" اليوم الإعلام والأصدقاء وغيره، ولكن من المهم أن نربي نحن أبناءنا
·         القانون: لا يوجد قانون في خدمة المجتمع، وأحيانا تجد قوانين تضيق على هذا الدور. ولا بد أن يحتضن المجتمع الكوادر التي تساعد الأفراد وننميها حتى نصل لتحقيق الدور

معوقات للدور المجتمعي:
·         التجربة: لا يوجد من ولد ولديه تجربة كلنا ولدنا بلا خبرات ولكن علينا أن نتعلم التجارب واليوم هناك علم واسع اسمه الدور المجتمع
·         غياب الفرص: عندما ندرس مجتمعنا نجد أكواما من الحاجات لمجتمعنا
·         الإمكانيات: إمكانيات ذاتية: كالدافع والرغبة مثلا الخجل وغيره من المعوقات نحتاج لعلاجها
·         عدم التقدير: أحيانا يكون الدور المجتمعي مجلبة للمشكلات خصوصا إذا كان يمس العصب في بعض الأماكن، مثلا يعمل شخص 30 سنة وهو مدير ثم يتم تفنيشه ولا يسمح له بالدخول لمكتبه مرة أخرى وإنما ترسل أوراقه مع الفراش فأين التقدير

المحورية:
·         ماذا تستطيع؟ أنت وأنت ماذا تستطيع أن تقدم؟ لا تقل لا أستطيع "وفيك انطوى العالم الأكبر" فليبحث كل واحد منا عن الحافز له وللآخرين
·         ماذا نفهم؟ كل ميسر لما خلق له، كل منا فاهم في مجال معين ويستطيع أن يقدم دور، لا يوجد أحد يفهم في كل شيء ومنه قول خالد بن الوليد "إن كان أمر فقه فزعنا إليك وإن كان أمر حرب فافزعوا إلي ..."
·         ماذا تملك؟
إذا هي معادلة: احتياجات + امكانيات نوفق بينهما

الموئل:
·         أنا
·         المؤسسة
o        الجمعيات: السياسية التعاونية المهنية وغيرها
o        التطوع:
o        العمل
o        المحضن
o        الأندية
o        مؤسسات المجتمع المدني
·         التواصل وأدواته
o        الإعلام: "أعطني إعلاما بلا ضمير أعطك شعبا بلا وعي" مساعد هتلر، وهذا ما نراه الآن. ممكن تكون الوسيلة الإعلامية من أوسع الوسائل للدخول للمجتمع
o        الشبكات الاجتماعية: عدد مستخدمي تويتر مئة مليون شخص. تحولت وظيفة تويتر لوسيلة تثقيف واستنكار وتحريض وغيره. 11% من مستخدمي تويتر هم سعوديون. يرسل العرب شهريا 4 مليون وشوي تغريدة. اليوم أصبحت هذه الوسائل ليست فقط وسيلة إعلامية وإنما وسيلة تقويمية. وهم أكثر مصداقية وتفصيلية ومعيارية من الإعلامية
o        الإيميل: لا بد من استخدام هذه الوسائل في خدمة مجتمعاتنا وتوصيل آرائنا.
o        اليوتيوب: يا دوب صار له 6 سنوات ويزوره يوميا مليار شخص 120 مليون دقيقة يشاهدها السعوديون فقط يوميا. 36 مليار دقيقة شاهدها السعوديين في 2010. الآن انتقلنا من التلفاز إلى اليوتيوب حتى إذا فاتني شيء أفتح اليوتيوب،لهذا أعتقد أن ها عصر الشباب وإذا ل يتقدم أهل الخير فسيتقدم غيرهم
o        الفيسبوك: 27 مليون وأكثر من العرب يستخدمونه 70% منهم جيل شباب 15-29 سنة. 2010 زادت صفحات العرب 68% نسبة النساء 32%
o        البلاكبيري: أصبحت هذه الوسيلة البسيطة ذات دور مجتمعي لا نشعر به

الفضاءات:
·         الاجتماعي:
o        نعاني من قلة الإنتاجية: إنتاج العربي يوميا 37 دقيقة
o        تمكين المرأة: نحتاج إلى أن تقتحم المرأة كل المجالات التي تستطيع أن تعمل فيها. وعلينا أن نكون نحن السباقون حتى لا يتقدم الآخرون.
o        تقليل الرفاه والاستهلاك: "فإن المعاصي تزيل النعم ودام عليها بشكر الإله ..."
o        ذوي التحديات وليس ذوي الاحتياجات الخاصة
o        المحيط الاجتماعي: الإصلاح بين الناس والفريج والحي إلى غير ذلك
·         السياسي
·         البيئي
o        اتفاقية التصحر تقول 110 دول مهددة بالتصحر وكل دول الخليج منها، يخسر العالم 23 مليار فما دورنا تجاه هذا التصحر؟
o        الطبق الواحد: عند الوجبة نستخدم صحون عديدة وهذا يستهلك الكثير من الماء لتغسيله فماذا عن السيارات والبيوت وغيره ونحن مسؤولون أمام الله عن هذا الذي نصرفه
o        300 إلى 750 لتر ما نستهلكه في الخليج سنويا
o        تلوث الخليج: منذ حرب الخليج إلى عام 2000 انقرض من الخليج 300 نوع من الكائنات الحية ما بين أسماء وأعشاب وأصداف وغيرها وإذا بقي تلوث خلال 50 سنة سيصبح الخليج بحيرة ميتة حسب دراسة الفاو
·         التوعوي
·         التربوي
·         الدعوي
·         الثقافي
o        القيم الإنسانية التي نحتاج لنشرها
o        طرح البدائل: لا ننقد فقط وإنما نطرح البدائل في مختلف المجالات
o        الثقافة العلمية
o        التفعيل الثقافي: 6دقائق هو قراءة الإنسان العربي فلم؟
o        المهارات الثقافية

وفي النهاية: إذا لم يكن لنا دور في مجتمعنا فنحن نعيش على هامشه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق